أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً فوق بحر اليابان، بحسب ما أعلن الجيش في كوريا الجنوبية الثلاثاء.
وأفادت هيئة أركان القوات العسكرية في سيول في بيان “رصدت قواتنا صاروخاً بالستياً قصير المدى غير محدد يعتقد أنه صاروخ بالستي يطلق من غواصة أطلقته كوريا الشمالية”.
وأضافت أن الصاروخ أطلق من سينبو باتجاه البحر شرق شبه الجزيرة الكورية.
وتقع مدينة سينبو التي أطلق منها الصاروخ على البحر في شرق البلاد وفيها حوض كبير لبناء السفن. وأظهرت صور عبر الأقمار الصناعية وجود غواصات في المنطقة، بحسب فرانس برس.
يأتي ذلك بعد أسابيع مع إعلان كوريا الجنوبية عن إطلاق سلاح مماثل، كما يتزامن مع تقارير عن اجتماع بين رؤساء مخابرات الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية لمناقشة الأوضاع فيما يتعلق بكوريا الشمالية.
ونفذت بيونغ يانغ سلسلة من الاختبارات الصاروخية في الأسابيع القليلة الماضية، كما كشفت في يناير/ كانون الثاني الماضي عن نوع “جديد” من الصواريخ التي تطلق من غواصات، واصفة إياه بأنه “أقوى سلاح في العالم”.
وتستمر كوريا الشمالية في تطوير برنامجها الصاروخي رغم العقوبات الدولية الصارمة المفروضة إليها، ورغم قرار للأمم المتحدة يحظر عليها إجراء تجارب صاروخية ونووية.
ما أهمية الصواريخ البالستية التي تطلقها الغواصات؟
في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، اختبرت كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً يطلق مت غواصة، وأطلقت صاروخ بوك كوك سونغ – 3 من منصة تحت الماء.
يومها قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية، إنه أطلق من زاوية عالية “لاحتواء خطر خارجي”.
في حال أطلق الصاروخ ضمن مسار معتاد، عوضاً عن المسار العمودي، كان يمكن أن يبلغ مدار نحو 1900 كيلومتر، ما يضع كوريا الجنوبية واليابان ضمن نطاقه.
كما أن إطلاق الصواريخ من الغواصات يجعلها صعبة التتبع، ويتيح لها أن تكون أقرب من أهدافها.
كيف ترد كوريا الجنوبية على اختبارات جارتها؟
كثفت كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية خلال الأسابيع الماضية، فيما أعلنت جارتها الجنوبية البدء في تطوير أسلحتها، وهو ما يرى مراقبون أنه تحول إلى سباق تسلح في شبه الجزيرة الكورية.
وتنظم سيول ما يوصف بأنه أكبر معرض دفاعي في البلاد على الإطلاق، خلال هذا الأسبوع. وأفادت تقارير أنها ستكشف النقاب خلاله عن طائفة مقاتلة جديدة، وأسلحة موجهة مثل الصواريخ. كما من المقرر أن تطلق صاروخاً فضائياً في وقت قريب.
منذ انتهاء الحرب الكورية، التي قسمت شبه الجزيرة إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، تعتبر الدولتان في حالة حرب مستمرة من المنظور الفني رغم انتهاء الصراع فيما بينهما عام 1953 بإعلان الهدنة.
وأعرب كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي عن أمله في ألا تندلع الحرب في شبه الجزيرة الكورية مرة ثانية، لكنه أكد أن بلاده سوف تستمر في تطوير الأسلحة للدفاع عن نفسها ضد الأعداء، خاصة ضد الولايات المتحدة التي اتهمها بالعدوان.
وأعلنت إدارة بايدن في أكثر من مناسبة أنها مستعدة للدخول في محادثات مع كوريا الشمالية، لكنها طالبت بيونغ يانغ بوقف تطوير الأسلحة النووية قبل تخفيف العقوبات عنها، وهو الشرط الذي رفضته كوريا الشمالية.
ما الجديد في المسار الدبلوماسي بين البلدين؟
جرت عملية إطلاق الصاروخ الجديدة في وقت تزور مديرة أجهزة الاستخبارات الأميركية أفريل هينز سيول للمشاركة في اجتماع ثلاثي مع نظيريها الكوري الجنوبي والياباني حول كوريا الشمالية، وفق ما أوردت وسائل إعلام.
وأطلق الصاروخ غداة توجيه المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية سونغ كيم دعوة جديدة إلى كوريا الشمالية لحوار غير مشروط، بحس فرانس برس.
وقال سونغ كيم للصحافة الإثنين في ختام لقاء مع نظيره الكوري الجنوبي نوه كيو دوك في واشنطن “سنواصل المسار الدبلوماسي مع كوريا الشمالية من أجل إحراز تطورات ملموسة تُحسّن أمن الولايات المتّحدة وحلفائنا”.
وتابع “لا نضمر أي نوايا عدائية تجاه كوريا الشمالية ونأمل أن نلتقيهم بدون شروط”.
لكنه أضاف أن الحلفاء يتحملون “مسؤولية تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي” في إشارة إلى العقوبات الدولية التي تسعى بيونغ يانغ لرفعها عنها.
والتقى الزعيم الكوري الشمالي ثلاث مرات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لكن المحادثات متعثرة منذ انهيار قمة هانوي في شباط/فبراير 2019 على خلفية التنازلات المطلوبة من بيونغ يانغ مقابل تخفيف العقوبات عنها.
“Esploratore. Appassionato di bacon. Social mediaholic. Introverso. Gamer. Studente esasperatamente umile.”