عُقد لقاء سري الأسبوع الماضي في الأردن بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت والعاهل الأردني عبدالله الثاني لبحث فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، كما أوردت تقارير إعلامية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رفض الكشف عن هويته قوله إن بينيت قام بزيارة غير معلنة للأردن من أجل لقاء العاهل الأردني.
وبحسب موقع صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، فإن هذا اللقاء “هو الأول بين رئيس وزراء إسرائيلي والعاهل الأردني بعد سنوات من العلاقات المتوترة بين البلدين”.
ولم يصدر تعليق رسمي عن الحكومتين الإسرائيلية والأردنية على اللقاء الذي قالت تقارير إخبارية إنه عُقد في 29 يونيو/ حزيران بأحد القصور الملكية الأردنية.
والأردن شريك أمني رئيسي لإسرائيل لكن العلاقات بين البلدين تأثرت سلبا في السنوات الأخيرة مع تصاعد التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين.
يأتي الكشف عن اللقاء بعد أن أعلن مسؤولون إسرائيليون أن إسرائيل ستضاعف هذا العام كمية المياه التي تزود الأردن بها وستشجع عمان على زيادة صادراتها إلى الضفة الغربية المحتلة.
وتوصلت إسرائيل والأردن، خلال لقاء عقد الخميس بين وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ونظيره الأردني أيمن الصفدي عند الحدود بين البلدين، إلى اتفاق تبيع بموجبه إسرائيل 50 مليون متر مكعب من المياه للأردن.
والأردن واحد من البلدان التي تعاني نقصا حادا في المياه. ويقول الخبراء إن البلاد ترزح تحت وطأة جفاف هو الأسوأ في تاريخها.
وتوصف إسرائيل، التي تواجه هي الأخرى ضغوطا مائية، بأنها رائدة في العالم في مجال تحلية مياه البحر.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الأردنية “بترا”، فإن الجانبين الأردني والإسرائيلي بحثا خلال الاجتماع التطورات المرتبطة بعملية السلام، حيث أكد الصفدي ضرورة تمكين كل الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي تقبله الشعوب.
وقالت الوكالة إن الصفدي “أكد أيضا على أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصاً حقه في الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967 لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية”.
وأكدت بيانات صادرة عن حكومتي البلدين عملية البيع وأن التفاصيل النهائية المتعلقة بالعملية سيتم الانتهاء منها خلال الأيام القادمة.
ونُقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الاتفاق الأردني الإسرائيلي سيضاعف عمليا كمية المياه التي ستزود إسرائيل الأردن بها هذا العام- خلال الفترة من مايو/ أيار 2021 إلى مايو/أيار 2022.
وزودت إسرائيل الأردن بالفعل بـ 50 مليون متر مكعب حتى الآن، حسب المسؤول الإسرائيلي.
وقال مسؤول أردني إن إسرائيل تمنح الأردن 30 مليون متر مكعب من المياه سنويا بموجب معاهدة السلام الموقعة بين البلدين في 1994.
وقال لابيد إن البلدين اتفقا أيضا على البحث في زيادة الصادرات الأردنية إلى الضفة الغربية من 160 مليون دولار حاليا إلى 700 مليون دولار سنويا.
وأضاف لابيد بأن “المملكة الأردنية جار وشريك مهم. وسنعمل على توسيع نطاق التعاون الاقتصادي من أجل مصلحة البلدين”.
ترحيب أمريكي
ورحبت الولايات المتحدة بالاتفاق الإسرائيلي -الأردني. وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن “هذا النوع من الخطوات الملموسة هو الذي يزيد الرخاء للجميع ويعزز الاستقرار الإقليمي”.
وكان الديوان الملكي الأردني قد أعلن في الأول من يوليو/ تموز الجاري أن الملك عبدالله الثاني سيبدأ زيارة للولايات المتحدة تستمر أسبوعين يلتقي خلالها مع الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض. وسيكون عبد الله الثاني أول زعيم عربي يلتقي بالرئيس الأمريكي منذ تولى مهام منصبه.
وقال البيت الأبيض إن بايدن سيستضيف عبدالله الثاني في 19 يوليو/ تموز، مضيفاً بأن المحادثات بين الطرفين ستكون “فرصة لإظهار الدور القيادي للأردن في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة”.
وكان العاهل الأردني قد عارض بشدة خطة السلام في الشرق الأوسط التي اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسميت بـ “صفقة القرن”. واعتبرها الأردن تهديدا للأمن القومي وتقويضا لوصاية العائلة الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس.
كانت علاقات الأردن والإسرائيل قد توترت في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، الذي رحل عن السلطة الشهر الماضي.
وأشار خلفه، نفتالي بينيت، إلى أن تحالف الأحزاب الذي يشارك فيه يعتبر تحسين العلاقات مع الأردن أحد أولويات السياسة الخارجية الإسرائيلية.